الليالي البيضاء
المؤلف:
فيودور دوستويفسكي
لا، ناستينكا؛ ما كل هذه التفاهات بالنسبة له الآن؟ إنه غني الآن بحياته الخاصة، لقد أصبح غنيًا فجأة، وليس من فراغ أن يسطع غروب الشمس البائد أمامه وهو يشعر بسعادة غامرة، ويستدعي سربًا من الانطباعات التي غمرت قلبه الدافئ، وهو الآن بالكاد يرى الطريق الذي يسلكه والذي لطالما في أوقات أخرى كانت تُدهشه فيه أدق التفاصيل. والآن "آلهة الخيال" -(إذا كنتِ قد قرأتِ جوكوفسكي، يا عزيزي ناستينكا)- نسجتْ بالفعل بيدها الرائعة سحرها الذهبي وبدأت تنسج عليه أنماطًا من الحياة المدهشة الرائعة، ومن يدري ربما تكون يدها الرائعة قد حملته إلى السماء البلورية السابعة بعيدًا عن الرصيف الجرانيتي الرائع الذي كان يسير عليه؟ حاولي إيقافه الآن، واسأليه فجأة أين هو واقف الآن، عبر أي الشوارع سيذهب؟ - ربما لن يتذكر شيئا، لا إلى أين هو ذاهب ولا أين هو واقف الآن، ويغمر غضبه بالكذب بالتأكيد ليحفظ ماء وجهه. وهذا هو السبب الذي جعله يرتجف بشدة، ويكاد يصرخ وينظر في الأرجاء برعب حين توقفه سيدة مسنة محترمة بأدب في منتصف الطريق وتسأله…
المؤلف: فيودور دوستويفسكي |
سوف يتم عرض قصاصتك الحيوية هنا...
يتم عرض هذه الرسالة لأنك لم تقم بتحديد التأثير الفني والقالب حتى يتم استخدامه.